Saturday 10 December 2011

الديوان وعذر اقبح من ذنب

بقلم : عبدالله الهريشات

           ان ما صدر من توضيحات من الديوان بشأن  الاراضي المقتطعة باسم الملك  يبين حرص الملك على الاصلاح وان يكون قدوة لغيره فالقائد عليه ان يكون قدوة ومثلا يحتذى والا لا خير فيه ولا في قيادته وهذا ما اكده الفاروق في قوله ( لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها ) ويؤكده الصديق حين  قال ( اني قد وليت عليكم ولست بخيركم فاطيعوني ما اطعت الله فيكم... وان رايتم في اعوجاجا فقوموني ) فقام واحد من الرعية ليقول له ( والله لو راينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا ) فهذا هو مبدأ الشفافية بين الراعي والرعية ومبدأ المساءلة التي تمشي عليه الدول الغربية الان قبل الاسلامية والتي اخذته من روح ديننا الحنيف الذي هجرناه وتغاضينا عن احكامه وحضارته واصبح لدى علمانيي امتنا بعبعا وعند الحكام فزاعة يخيفون الغرب والشرق ويحجبون عن العالم الحق والحقيقة واصبح لدى الغرب مبدأ حياتهم فنجحوا وسادوا واصبحوا من اعاظم الامم.

            ان ما اظهره الديوان يعد ظاهرة خطيرة وتغول على مؤسسات الدولة وقوانينها  ويعد عذرا اقبح من ذنب  فكيف لو توفي الملك -اطال الله عمره في عمل الخير والاصلاح  والعدل- اين تذهب هذه الاراضي ؟ اتذهب  للورثة يتبغددون من بعده  في الدنيا وهم انما اقتطعوا له قطعة من نار فلو كان هناك دولة قانون ومؤسسات لما حدث هذا على الاطلاق تخيلوا معي لو ان اوباما او اي رئيس غربي اقتطع مثل هذا هل يترك ولا يسال ؟  اذا كان الغرب يحاسبون الرئيس على سفراته في الطائرة  ويحاسبون زوجته في امور الحلاقة والتجميل ونحن لا زلنا لا نعرف الشروق من الاصيل  هم من اشرقت عليهم حضارتنا فاخذوا الدليل ونحن في الظلمات والدياجير نسير بلا دليل .

            نعلم ان الشعب الاردني طيب وكريم وفي غالب الاحيان  مغلوب على امره  وهو يعطي ثقته في هذه القيادة لعلمه انها من عترة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن كان اجداده الرسول صلى الله عليه وسلم هل يظلم ان كان  صالحا مصلحا وقويا امينا عادلا ؟ ولو أُستفتيَ الشعب الاردني  في الاقتطاع مسبقا لسمح وتكرم بذلك اما ان يقتطع الديوان ويستخدم اسم الملك لهذه الغايات غير المبررة والتي جعلت من الديوان مؤسسة تجارية واستثمارية تبدد اموال الخزينة كيفما شاءت وهذا الظاهر لنا اما المخفي فاعظم في ظل غياب القانون والمؤسسات وفي ظل مجلس  التزوير المزور وفي ظل حكومات المصالح  والمنافع والاقارب والعقارب وفي ظل غياب الضمير  والتي انحدرت في الاردن انحدارا لاتحمد عواقبه  فوالله ان هذا الاقتطاع ما هو الا  الباطل وما هو الا اقتطاع من النار لان الشعب وان غفر ذلك فالله لن يغفره ابدا والتاريخ سيكتب هذا ويؤرخه للاجيال القادمة فماذا ستقولون لله يوم الحساب ؟  ولقد مرت ودارت على احد مديري دوائر الاراضي دائرة ومصيبة وهو الان يلقى الله وحيدا لن ينفعه ديوان ولا ملك الا الله مالك الملك وملك الملوك , فعلى الديوان ارجاع هذه الاراضي للخزينة العامة وعلى الذين اقتطعوا من اموال الخزينة بغير حق  ونهبوها في العقبة والاسمنت والفوسفات والبوتاس والاتصالات والوزارات وغيرها من قطاعات اردنية اخرى ومن المسؤلين الكبار والنواب والامناء ومن في الاجهزة الامنية والعسكرية وسواها ومن الاقارب والعقارب والاتباع عليهم جميعا ان يردوها للخزبنة لانهم انما اقتطعوا لانفسهم نارا وعلى الملك حسابهم فهو عنا و عنهم يوم القيامة مسؤول فاليوم لن يغفر الشعب مافعلوه الا اذا ردوه وغدا هم بين يدي الله رب الارباب ملاقوه فبماذا سيجيبوه؟ ، اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق اهله من الثمرات وقنا السيئات واحفظ البلاد والعباد من اهل الفساد .

No comments:

Post a Comment